انتقام الموتى بقلم محمد الطاهر محمد الجزء الثاني

رواية

انتقام_الموتي  

انتقام الموتى
انتقام الموتى 











جزء  (2)

بقلم : محمد الطاهر محمد 

المكان : مقابر احمد شرفي  

الزمان : يناير 1996

وصلت الي القسم الشمالي ..بامدرمان قرب المقابر ..

وانا الهث من التعب ..ولم استطع ..التنفس الا بصعوبه ..

كان القسم ..ممتلئا حتي اخره..بمئات  المواطنين.

.ولم استطع حتي الدخول ..كانو جميعا يتحدثون في وقت واحد وهم هلعون ..عن الموتي الذين يتحركون بالمقابر

وكان رجال الشرطة ينتظمون في صف واحد ..مدججين بالاسلحة وهم ينتظرون الاشارة بالتحرك ..

عندها عرفت ..ان كارثة ..ستحدث هذا المساء ..

....

كان الهلع يدب في حارات الثورة القريبة من مقابر احمد شرفي ..حيث عم خبر قيام الاموات ..من المقبرة ..ما بين مصدق ومكذب

وكان الناس يهرولون ..في مختلف الاتجاهات ..بلا هدي ..فقد بدا الذعر يدب ف الاحياء ..

تحركت ست من عربات النجدة ..وسط تعليمات ..من قائد القسم ..بمحاصرة المقابر من كل الاتجاهات ..وسط ترقب وهلع من المواطنين في القسم ..وسرعان ما تحركت العربات وحاصرت المقابر 

..

هبط د. طارق امام المنزل الذي تم استئجاره بالحارة 11 الثورة ..وتمهل قليلا ..كان يصعد الي الشقه ..حتي انصرف السائق من مكانه ..

عاد د. طارق مسرعا الي الشارع ..وطلب عربة اجرة سريعا 

وصاح في سائقها 

حمد النيل ..ي اسطي ..

وجعل يغمغم ..بالله ..انا اخلي زول يعرف مكاني ؟؟ 

 هههههه انا د. طارق .. د. طارق شخصيا 

بتعرفو يعني شنو د. طارق ؟؟.

دايرين سنين عشان تفهمو ...اغبياء !!

.......

كان صوت الرياح يرسل هديرا عند اصطدامه بشواهد مقبرة احمد شرفي ..فيما تقدم  بعض افراد الشرطة وهم يرتجفون بردا ..من الناحية الغربية ..نحو ضريح الشيخ محمدين ابارو ..

وغمغم احدهم : اها ي جماعة الناس ديل نبلهم ولا نعمل  ليهم شنو ؟؟

اتاه علي الفور صوت من خلف الضريح  به حشرجه ..:

تبلنا كيف ي بليد وانحنا اصلا ميتين ؟؟ ..عندها ..هلع الشرطي وضغطت اصبعه علي الزناد ..و خرجت  الرصاصات بلا هدي ..كانه ..يقاتل الهواء ..!!


.....

قالت ملك وهي تحضن الصغيرة  سجي وتهدئ من روعها مخاطبة صديقتها الجنيه تالا : البت دي ليها كم يوم ما عاجباني ....دايما مفزوعة وخايفة ..

كانها بتشوف حاجات ما بنشوفها ..

وبتسمع حاجات انحنا ما بسمعها 

اجابتها الجنية تالا بهدؤ :..لا تخشي عليها ..

يومين ويعود ابي ..شاووش ( القط الاسود ) ..

ويري ما بها ..كوني مطمئنة ..

ورغم اقتناع ملك بقدرات القط الاسود ..لكن قلبها لم يطمئن ..وانباها..ان الامر خطير هذه المرة ..

.....

...كان الموتي الاحياء .بمقابر احمد شرفي ..كانهم يتحلقون حول قبر معين بمنتصف المقابر ..وكانهم يصنعون طقوسا ..فيما بعضهم كان يطوف حول القبر ..

كان القبر يعلو عن الارض قليلا ..وليس به شواهد ...وكانو يهمهمون بلغة غريبة ..: انكارش بولاش

 ..انتو برخة تلا ف

 ريهان..تيجان ابنهة ..

 سرات اندوش 

 ..كانها ترانيم منتظمة ..

..وكانت الشرطة قد حاصرت المكان تماما ..فيما استتر بعض العساكر ..خلف الشواهد ..مصوبين بنادقهم علي هؤلاء الموتي الاحياء..

............


بينما ..كان حسين  فريني ..شاقا مقابر حمد النيل ..في طريقه الي الراشدين ..كعادته  ..وهو..يترنح يمنة ويسرة ويغني .(.سفرك بكرة قالو ي.. ناس مالكم ومالو ).. ..ويشيح بيديه في اداء تمثيلي ..بفعل السكر ..

واذا ..ببعض الجثث ..تحاول ..الخروج من قبورها ..ف اسمال بيضاء ممزقة ..

فصاح فيهم :

( انتو ي شباب القيامة قامت وانا ما جايب خبر ؟؟ )

طيب كان تبلغونا ..في داعي للحركات البايخة  دي ؟؟ يعني انا اخر من يعلم ولا قصدكم شنو ؟؟

عندها وقف بعضهم امامه وقال له :  لسة ي حبيب القيامة ما قامت لكن انت قيامتك  قامت  !!

وهجموا ..عليه دفعة واحدة  ..

.....

..وكان طقوس الموتي الاحياء بمقابر احمد شرفي امام احد المقابر قد اكتملت .

.عندما تصاعد دخان ازرق ..من داخل القبر .

.الي عنان السماء كانه يحترق ....فيما بدا كان القبر يتململ ..وخرج منه هيكل عظمي ..

واذدادت الطقوس قوة وعلت اصوات الموتي اكثر  

..حتي خرج  من القبر ..ما يشبه المارد ..

خرج ببطء شديد.. 

فيما ثناثر التراب حوله .. وجحظت اعين رجال الشرطة ..

عندها لم يتمالك ضابط الشرطة نفسه ..وصاح في عساكره ..اضرب ....

ثوان وانطلقت مئات الرصاصات 

نحو اهدافها ..بدقه ..

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال