الجزء الخامس من رواية انتقام الموتى

 بسم الله الرحمن الرحيم

انتقام_الموتي

الجزء (5)و (6)

المكان : مختبر الادله الجنائية

الزمان : يناير 1997

روايات سودانية كامله ممتعه
رواية انتقام الموتى 






رفعت د. سهير عينها من المجهر الذي امامها ..وقالت باندهاش..يستحيل !! غير ممكن !!..وراجعت التسجيل علي بعض الاوراق ....وحملتها وهرولت ..علي احد المكاتب ..التي كان معلقا فيها لافتة ..مدير الادلة الجنائية ..طرقت الباب ..ودخلت مسرعه 


كانت الجثة التي عضتني ....قد جئ بها عجل الي مختبر الادلة الجنائية للشرطة ..وسط تكتم ..شديد 

..وتحت الارض كان عنبر العزل ..حيث 

كانت مسجاة علي طاولة المعمل ..مع ثقب للرصاصة ..في منتصف الراس تماما ..

فيما وقفت د.سهير خلف الحاجز الزجاجي ومعها بضع ضباط ومدير المعمل الجنائي . قالت سهير وهي تشير الي الجثة ..

 : ي سعادتك انا متاكدة ..دي انسجة غريبة ما حصل مرت علي ..قبل كدا ..!!

والمشكلة انحنا متاكدين من وفاة ..المخلوق دا .. لكن رغم كدا ..الانسجة الميتة ..بتنمو تاني من جديد ..ما عارفين البحفزها للنمو شنو .. !!

دقق مدير المعمل الجنائي في الجثة جيدا ..ولم ير فيها اي اثر حياة .. وقال مندهشا مما قالت :

- اوكي ي دكتورة جيبي لي كل نتائج ابحاثك من تاريخ دخول الجثة امس .. حتي اللحظة دي ...

ولم يكد ينصرفوا ..عن الحاجز الزجاجي . لعنبر العزل ...حتي تحركت اصابع الجثة ببطء كان الحياة تدب فيها مرة اخري.. !!


كانت الثانية ظهرا تماما ..عندما ترجل د. طارق ..من عربة لاندكروزر.. التي توقفت في تفتيش سنار ..وكان يرتدي ..زي عقيد في الشرطة ..سرعان ..ما حياه الجنود المتواجدين وحياهم بصلف .امرا بفتح الطريق له ..

......

بدات عيناي ..رويدا رويدا .تالف ..ضوء الغرفة ..وفتحتهما ببطء كنت مسجيا علي سرير ابيض ..وكنت اتحرك بصعوبة كنت عاري الصدر وكانت الضمادات تغطي كتفي ..واعلي صدري ..

قليلا ..ولمحت بعض الاطباء حولي ..وضباطا من الشرطة .. كان راسي ثقيلا ..وما زالت رؤي مدينة امدرمان القديمة التي رايتها تجوس في راسي ..

خاطبتني احدي الطبيبات وكانت بقربي ..انا د. سارة ..المشرفه علي علاجك ..حاسي انك بتقدر تتكلم ..؟؟

اومات براسي علامة الايجاب ..

......

قبل منتصف الليل بقليل بدت الاضاءة في المعمل الجنائي تخفت ..وتومض من جديد ..علي طول الصالة التي بها الجثة ..

كأن ماسا ..اصاب اجهزتها ..وصارت كل الاجهزة بالادلة الجنائية ..تومض وتخفت كان تشويشا شديد تم عليها ..

مع صرخة د. سهير امام الصالة ..تجمع عشرات اصحاب المعاطف البيض ..وعشرات البذات العسكرية ..

كانت د. سهير تصرخ بهلع شديد : 

الجثة دي كانت هنا قبل دقيقتين بس !! اين اختفت ؟؟

ونظر بعضهم الي بعض برعب ..

وتسال بعضهم في نفسه اهو انس ام جان ..ام كائن غير معروف !


الجزء (6)

المكان : امدرمان

الزمان : يناير 1997

........

قالت الدكتورة انك كنت تهذي ..بوابة عبد القيوم الزاكي طمل ..سجن الساير !!هل للعضة اثر فيما رايت ام هي مجرد هلاوس منك ؟؟

هكذا سالني العميد ابو الحسن وهو ينظر في عيني مباشرة 

اجبته وانا اغمغم : لا اعتقد انها هلاوس ..كنت اري اشياء كانني كنت معهم !!

 ..او هي اشياء في عقل الكائن الذي عضني !!

قال لي وهو يتاكد من جهاز تسجيل صغير علي يده اليسري ..

: أحكي لي كل ما رايته ..ولا تغفل عن اي شئ حتي لو كان بسيطا ..فكل التفسيرات الكبري من التفاصيل الصغيرة !!

......


كانت الصغيرة سجي ..تبكي بتوتر شديد ..وهي تدفع امها للخروج من المنزل ..مما اثار هلع امها ملك ..حتي كادت ملك ان تصرخ غضبا عليها...لكنها تمالكت نفسها وحملت سجي ..وخرجت من المنزل ..وما كادت تخطو خطوات خارج المنزل ..حتي توقفت عربة امام الباب ..ونزل منها ضابط ..شد قامته العسكرية وتاكد من مسدسه علي جنبه اليمين ..واسرع يطرق الباب ...ذعرت ملك وحاولت الرجوع ..لكن الصغيرة سجي اطلقت صرخات شديدة ..جعلت كثير من ابواب الجيران تفتح. مسرعة ..مما حدا بالضابط ..ان يركب سيارته ويهرب سريعا ..واستطاعت ملك ان تراه خلسة .

.فلم يكن الضابط الا د. طارق !! 

عندها اطلقت ملك صرخة كبيرة ...

.....


حسنا من الذي كان يقود ..هولاء الذين يرسفون في الاغلال ؟؟

- لا اعرف اسما له لكنهم كان يدعونه قفطان ! او قرصان .. تذكرت قبطان !!! اطرق قليلا سعادة العميد وقال بهدؤ :

-هذا يعني ان عددهم مئه !!القبطان هو قائد المئة ..في عهد المهدية !!

لما كانو يرسفون في الاغلال ؟؟

-اعتقد انهم كانو يرفضون القتال مع الخليفه عبدالله خليفة المهدي ..!

 بعد ان ارهقني اللواء محمد حسن بالاسئلة ..احسست بالارهاق الشديد ..واشرت لاحدي الممرضات بانني مرهق لا استطيع الاستمرار ..في الحديث ..لكن اللواء احس بذلك وسالني : اخر سؤال ..هل تعتقد ان مارايتهم بشرا ..ام جنا ام كائنات لانعرفها ..؟؟

- اعتقد انهم من الجن ..ويبدو انهم اجبرو للقتال قبل مئه عام !!

.......

كانت حلقة الذكر بمسيد الشيخ قريب الله بودنوباوي ..غاصة بالذاكرين الذين يتمايلون طربا من الايقاعات ..ومن الذكر ..علوا وهبوطا ..مع ذوبان الارواح ..في ملكوت الله ...

الله الله .الله ..

فيما اقترب احد الدراويش ..الفانين من شيخ محمد ..وقبل يده في حركة سريعة..ثم وضع راسه علي جبهة شيخ محمد كانه يقبلها .. ..

دقائق ..ثم انتفض جسد شيخ محمد كمن لسعته كهرباء ..

واخذ يرتجف ..وهو يصيح ..ويصيح 

: لا حولا ولا قوة الا بالله ..يا الله ..يالله ..اللهم نجنا ..اللهم نجنا ..

فقد كانت هناك ..فظائع قادمة في الطريق ..!

.....

قرب مغرب الشمس و علي بحر ابي روف ..قرب كبري امدرمان بحري علي شارع النيل ..كانت فتاة جميلة تمشي الهويني..

عندما لمحها احمد عادل ..الذي جرت دماء الصياد فيه علي الفور .. وتحفزت حواسه ..اشار لها بطرف عينه واوقف عربته ..واشارت له ..اشارة فهم معناها ..وترجل من العربة ..كانت الفتاة قد دخلت علي المزارع الكثيفة قرب الكبري ..تتبعها احمد ..ممنيا نفسه بالكثير ..

وماهي الا دقائق حتي وصل اليها مبتسما ..وقبل ان يقول شيئا كانت الفتاة في ثوان قد تحولت الي ثعبان ضخم يشبه الاناكوندا ..وقبل ان يفهم شيئا .. كانت قد ابتلعته تماما ....وبهدوء ..تسللت الافعي الي نهر النيل ..في انتظار ضحية جديدة ..

ما اسوا ان يتحول الصياد الي فريسة في ثوان !!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال